◄الهدوء سمة من سمات النجاح، والهدوء تعبير عن شخصية قوية ومتماسكة، والهدوء عنوان لإنسان واعٍ ومتحضرٍ. يقول علماء النفس: "إنّ الإنسان الذي يغضب لأتفه الأسباب هو إنسان ركيك الشخصية" تماماً كالشجرة الضعيفة التي تؤثر عليها أبسط هبة من الريح، أما الإنسان القوي فكالشجرة القوية الممتدة الجذور في أعماق الأرض، حيث تزداد ثباتاً كلما عصفت الرياح بها. والإنسان الهادئ هو الذي يستطيع أن يفوز بقلوب الآخرين، وينال إعجابهم. إنّ الهدوء بكلّ ما يعنيه من معنى لقادر على صنع العجائب، والتأثير حتى على النفوس الغليظة. والحقيقة.. أنّ العنف يولّد العنف، وأنّ الغضب يولّد الغضب، أما الهدوء فإنّه يطفئ الغضب، كما يطفئ الماء النار.
كن هادئاً في تعاملك مع الآخرين، استخدم لباقتك مع المسيئين إليك، تكلم بعبارات رزينة وودية.. فهذا هو أقصر الطرق لكسب الآخرين، ونيل إعجابهم. ونحن الآن في شهر رمضان المبارك نحتاج أن نضبط غضبنا وأن نعامل الآخرين بتسامح ورحمة ومودة وألفة. أيضاً كن حليماً قدر ما أستطعت، فالحلم صفة حميدة، وفضيلة من فضائل الأخلاق، وقد ورد عن الرسول محمّد (ص) الكثير من الأحاديث الشريفة في فضل الحلم، منها قوله (ص): "إنّ الرجل المسلم ليدرك بالحلم درجة الصائم القائم"، وقوله أيضاً: "خمس من سنن المرسلين: الحياء والحلم والحجامة والسواك والتعطّر"، وقوله أيضاً: "ثلاث من لم تكن فيه واحدة منهنّ فلا تعتدوا بشيء من عمله: تقوى تحجزه عن معاصي الله عزّ وجلّ، وحلم يكف به السفيه، وخلق يعيش به في الناس" إلى غيرها من الأحاديث الدالة على فضيلة الحلم. وفي تعاملك مع الناس، لابدّ وأن تتميز بالحلم، لأنّك ستتعامل مع بشر، يصيبون ويخطئون، ومن البديهي أنّك ستتعامل مع نفسيات مختلفة، وشخصيات متباينة، ومن المسلَّم به أنّك ستلتقي بأناس يخطئون معك، ويرتكبون بحقك حماقات، أو لنقل سيرتكبون تجاوزات تجاه شخصيتك.
ولكن.. من المهم أن تواجه هؤلاء بابتسامة صادقة، وأعصاب هادئة، ونفسية قوية، وشخصية ثابتة.. وسترى كيف يتحول أعداؤك الألداء إلى أصدقاء حميمين. وهذا ما يأمرنا به الله عزّ وجلّ حيث يقول في كتابه المجيد: (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) (فصّلت/ 34). كن هادئاً معهم.. حليماً.. ليناً.. رؤوفاً.. متسامحاً.. ►
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق